وعاد : هم قوم هود ، واختلف في معنى وصفها ب { الأولى } ، فقال ابن زيد والجمهور : ذلك لأنها في وجه الدهر وقديمه ، فهي أولى بالإضافة إلى الأمم المتأخرة ، وقال الطبري : سميت أولى ، لأن ثم عاداً أخيرة وهي قبيلة كانت بمكة مع العماليق وهم بنو لقيم بن هزال .
قال القاضي أبو محمد : والقول الأول أبين ، لأن هذا الأخير لم يصح . وقال المبرد عاداً الأخيرة هي ثمود ، والدليل قول زهير : [ الطويل ]
*** . كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم{[10734]}
ذكره الزهراوي ، وقيل الأخيرة : الجبارون .
وقرأ ابن كثير وعاصم ، وابن عامر وحمزة ، والكسائي «عاد الأولى » منونة وبهمز . وقرأ نافع فيما روي عنه : «عادا الأولى » بإزالة التنوين والهمز . وهذا كقراءة من قرأ «أحد الله »{[10735]} وكقول الشاعر [ أبو الأسود الدؤلي ] : [ المتقارب ]
****** . ولا ذاكر الله إلا قليلا{[10736]}
وقرأ قوم : { عاداً الأولى } والنطق بها «عادن الأولى » . واجتمع سكون نون التنوين وسكون لام التعريف فكسرت النون للالتقاء ، ولا فرق بينهما وبين قراءة الجمهور ولا ترك الهمز . وقرأ نافع أيضاً وأبو عمرو بالوصل والإدغام «عاد الولى » بإدغام النون في اللام ونقل حركة الهمزة إلى اللام . وعاب أبو عثمان المازني والمبرد هذه القراءة ، وقال : إن هذا النقل لا يخرج اللام عن حد السكون وحذف ألف الوصل أن تبقى كما تقول العرب إذا نقلت الهمزة من قولهم الأحمر فإنهم يقولون الحمر جاء فكذلك يقال هاهنا «عاداً الولى » ، قال أبو علي : والقراءة سائغة ، وأيضاً فمن العرب من يقول : لحمر جاء فيحذف الألف مع النقل ويعتد بحركة اللام ولا يراها في حكم السكون ، وقرأ نافع فيما روي عنه «عاداً الأولى » بهمز الواو ، ووجه ذلك أنه لما لم يكن بين الواو والضمة حائل تخيل الضمة عليها فهمزها كما تهمز الواو المضمومة ، وكذلك فعل من قرأ : «على سؤقه »{[10737]} ، وكما قال الشاعر [ جرير ] : [ الوافر ]
لحَبّ المؤقدان إلي مؤسى***{[10738]} وهي لغة
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.