الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَأَنَّهُۥٓ أَهۡلَكَ عَادًا ٱلۡأُولَىٰ} (50)

ثم قال : { وأنه أهلك عاد الأولى } [ 49 ] وهو عاد بن آدم بن عوص بن أخوالهم من العمالقة ولد عمليق بن لاود بن سام بن نوح ، فلم يصبهم من العذاب ما أصابه عادا الأولى ثم هلكت [ عاد ]{[65960]} الآخرة بعد ذلك بغى بعضهم على{[65961]} بعض فتفانوا بالقتل ، وعاد الأولى هي التي هلكت بالريح{[65962]} .

وقال ابن زيد : إنما قيل لها عاد الأولى لأنها أول الأمم هلاكا بعد نوح{[65963]} .

وقيل : إن عادا الآخرة هي ثمود{[65964]} .

وقد قال زهير : " كأحمر عاد ثم ترضع{[65965]} فتفطم{[65966]} يريد عاقر الناقة فسمى ثمود عادا .


[65960]:ساقط من ح.
[65961]:ع: "عن".
[65962]:وبنو عاد: ويقال لهم: عاد، باسم أبيهم، وبه ورد القرآن الكريم. قبيلة من العرب البائدة، وهم بنو عاد بن عوص بن أرم بن سام بن نوح عليه السلام ويقال لعاد لهؤلاء: عاد الأولى، وقعت الإشارة إليهم بقوله تعالى: {وأنه أهلك عادا الأولى}. وكانت منازلهم الأولى بالأحقاف بين اليمن وعمان من البحرين إلى حضر موت والشحر. وكان أبوهم عاد و هو أول من ملك من العرب وطال عمره وكثر ولده. راجع نهاية الأرب ص: 328، وصبح الأعشى 1/313.
[65963]:انظر: جامع البيان 27/46، وتفسير القرطبي 17/120.
[65964]:انظر: البحر المحيط 8/169.
[65965]:ح: "يرضى" وهو تحريف.
[65966]:وهو الشطر الثاني من بيت لزهير بن أبي سلمى (طويل). فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم *** كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم. انظر: شرح ديوان زهير بن أبي سلمى 20، وجمرة أشار العرب في الجاهلية والإسلام 1/279، وأشعار الشعراء الستة الجاهلين 1/283.