الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{وَأَنَّهُۥٓ أَهۡلَكَ عَادًا ٱلۡأُولَىٰ} (50)

قوله تعالى : " وأنه أهلك عادا الأولى " سماها الأولى لأنهم كانوا من قبل ثمود . وقيل : إن ثمود من قبل{[14438]} عاد . وقال ابن زيد : قيل لها عاد الأولى لأنها أول أمة أهلكت بعد نوح عليه السلام . وقال ابن إسحاق : هما عادان فالأولى أهلكت بالريح الصرصر ، ثم كانت الأخرى فأهلكت بالصيحة . وقيل : عاد الأولى هو عاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح ، وعاد الثانية من ولد عاد الأولى ، والمعنى متقارب . وقيل : إن عاد الآخرة الجبارون وهم قوم هود . وقراءة العامة " عادا الأولى " ببيان التنوين والهمز . وقرأ نافع وابن محيصن وأبو عمرو " عادا الأولى " بنقل حركة الهمزة إلى اللام وإدغام التنوين فيها ، إلا أن قالون والسوسي يظهران الهمزة الساكنة . وقلبها الباقون واوا على أصلها ، والعرب تقلب هذا القلب فتقول : قم الاَّن عنا وضُمَّ لِثْنَيْن أي قم الآن وضم الاثنين .


[14438]:في ب، ح س وهـ: "من نسل عاد".