تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَأَنَّهُۥٓ أَهۡلَكَ عَادًا ٱلۡأُولَىٰ} (50)

الآية 50 وقوله تعالى : { وأنه أهلك عادًا الأولى } قُرئ { عادا الأولى } بإظهار التنوين والهمزة ، وبغير الهمزة ولا إظهار التنوين [ أي بإدغام التنوين في اللام : عاد اللّولَى ]{[20127]} حتى تصير كأنها لام مُثقَلة .

ثم هذا ليس نوع ما ذكر من قبل ، إنما ذكر هذا لهم لينزجِروا عن صنيعهم ، أي إذا أهلك عادا ، وهم أشد منكم قوة ، وأكثر عددا وأموالا . فلمّا لم ينزجروا بمواعظ الرب تعالى أهلكهم . فعلى ذلك نفعل بكم يا أهل مكة إن لم تتّعظوا .

أو إنه أهلك عادا فلم يتهيأ لهم القيام بدفع عذاب الله عز وجل مع قوتهم ، فكيف أنتم يا أهل مكة ؟

ثم اختُلف في قوله : { عادًا الأولى } منهم من قال : كانوا عادين : أحدهما : قوم هود ، وهم{[20128]} أوّل ، فأُهلكوا بالريح ، وكانت أخرى في زمن فارس الأول . ومنهم من قال : { عادا الأولى } الذين أُهلكوا من قبل من الأمم ، وأهل مكة وهؤلاء عاد أخرى .


[20127]:ساقطة من الأصل وم: انظر معجم القراءات القرآنية ح7/21.
[20128]:من نسخة الحرم المكي، في الأصل وم: وهو.