تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡبِحَارُ فُجِّرَتۡ} (3)

{ 1 - 5 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ }

أي : إذا انشقت السماء وانفطرت ، وانتثرت{[1369]}  نجومها ، وزال جمالها ، وفجرت البحار فصارت بحرا واحدا ، وبعثرت القبور بأن أخرجت{[1370]}  ما فيها من الأموات ، وحشروا للموقف بين يدي الله للجزاء على الأعمال . فحينئذ ينكشف الغطاء ، ويزول ما كان خفيا ، وتعلم كل نفس ما معها من الأرباح والخسران ، هنالك يعض الظالم على يديه إذا رأى أعماله باطلة ، وميزانه قد خف ، والمظالم قد تداعت إليه ، والسيئات قد حضرت لديه ، وأيقن بالشقاء الأبدي والعذاب السرمدي{[1371]} .

و [ هنالك ] يفوز المتقون المقدمون لصالح الأعمال بالفوز العظيم ، والنعيم المقيم والسلامة من عذاب الجحيم .


[1369]:- في ب: وتناثرت.
[1370]:- في ب: بأن أخرج.
[1371]:- في ب: إذا رأى ما قدمت يداه وأيقن بالشقاء الأبدي والعذاب السرمدي.

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡبِحَارُ فُجِّرَتۡ} (3)

{ وإذا البحار فجرت } فجر بعضها في بعض ، واختلط العذب بالملح ، فصارت بحراً واحداً . وقال الربيع : { فجرت } فاضت .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡبِحَارُ فُجِّرَتۡ} (3)

" وإذا البحار فجرت " أي فجر بعضها في بعض ، فصارت بحرا واحدا ، على ما تقدم . قال الحسن : فجرت : ذهب ماؤها ويبست ، وذلك أنها أولا راكدة مجتمعة ، فإذا فجرت تفرقت ، فذهب ماؤها . وهذه الأشياء بين يدي الساعة ، على ما تقدم في " إذا الشمس كورت " [ التكوير : 1 ] .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡبِحَارُ فُجِّرَتۡ} (3)

ولما كان إخباره بما دل على وهي السماء مشعراً-{[72009]} بوهي الأرض لأنها أتقن منها وأشرف إذ هي للأرض بمنزلة الذكر للأنثى ، وكان الانفعال{[72010]} ربما أوهم أن ذلك يكون بغير{[72011]} فاعل ، صرح بوهي الأرض معبراً بالبناء للمفعول دلالة على أن الكل بفعله ، وأن ذلك عليه يسير ، فقال مخبراً بانفطار الأراضي أيضاً ليجمع بين التخويف بالمطل-{[72012]} والترويع بالمقل : { وإذا البحار } المتفرقة{[72013]} في الأرض وهي{[72014]} ضابطة لها أتم ضبط لنفع العباد على كثرتها { فجرت * } أي تفجيراً كثيراً بزوال{[72015]} ما بينها من البرازخ الحائلة ، وقال الربيع{[72016]} : بفيضها وخروج مائها عن حدوده فاختلط بعضها ببعض من ملحها وعذبها فصارت بحراً واحداً ، فصارت الأرض كلها ماء ولا سماء ولا أرض فأين المفر .


[72009]:زيد من ظ و م.
[72010]:من ظ و م، وفي الأصل: الانفظار.
[72011]:من ظ و م، وفي الأصل: بعد فعل.
[72012]:زيد من ظ و م.
[72013]:من ظ و م، وفي الأصل: المفترقة.
[72014]:زيد في الأصل: طائفة لها، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72015]:من م، وفي الأصل و ظ: لزوال.
[72016]:راجع المعالم 7/180.