تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَإِذَا ٱلۡبِحَارُ فُجِّرَتۡ} (3)

الآية 3 : وقوله تعالى : { وإذا البحار فجرت } قال قائلون : أي يفجر ماؤها في بحر واحد ، ثم يفوز ماء ذلك البحر الذي اجتمع فيه المياه إما بما تنشّفها الأرض [ وإما بجعلها ] {[23226]} في بطن الحوت التي ذكر أن الأرضين ، قرارها على ظهره ، أو في بطن الثور . ثم يسوي الله تعالى الأرض كلها حتى لا يبقى فيها عوج ولا قعر . فتيبس البحار بما شاء إما{[23227]} بالجبال [ وإما بغيرها ]{[23228]} وقال بعضهم : بل يفوز ماء كل بحر في مكانه لا أن تجمع المياه كلها في مكان واحد وبحر واحد .

وقال بعضهم : بل يمتزج بعضها ببعض ، فتصير نارا ، يعذب بها أهلها ، وكذلك قوله عز وجل : { وإذا البحار سجرت } [ التكوير : 6 ] وقوله{[23229]} : { والبحر المسجور } [ الطور : 6 ] والله أعلم أي ذلك يكون .


[23226]:في الأصل وم: أو تجعل .
[23227]:من م، في الأصل: أو.
[23228]:في الأصل وم: أو بغير.
[23229]:في الأصل وم:وقال.