اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَإِذَا ٱلۡبِحَارُ فُجِّرَتۡ} (3)

قوله تعالى : { وَإِذَا البحار فُجِّرَتْ } .

العامة على بنائه للمفعول مثقلاً .

وقرأ مجاهد{[59520]} : مبنياً للفاعل مخففاً من الفجور ، نظراً إلى قوله تعالى : { بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ } [ الرحمن : 20 ] ، فلما زال البرزخ بغياً .

وقرأ مجاهد - أيضاً - والربيع بن خيثم ، والزعفراني ، والثوري{[59521]} : مبنياً مخففاً .

ومعنى «فُجِّرت » أي : دخل بعضها في بعض ، واختلط العذبُ بالملحِ ، فصار واحداً بارتفاع الحاجز الذي جعله الله تعالى برزخاً بينهما .

وقيل : إنَّ مياه البحار الآن راكدة مجتمعة ، فإذا انفجرت تفرقت ، وذهب ماؤها .

وقال الحسن : فجرت : يبست .


[59520]:ينظر: الكشاف 4/714، والبحر المحيط 8/427، والدر المصون 6/488.
[59521]:ينظر: المحرر الوجيز 5/446، والبحر المحيط 8/427، والدر المصون 6/488.