نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَإِذَا ٱلۡبِحَارُ فُجِّرَتۡ} (3)

ولما كان إخباره بما دل على وهي السماء مشعراً-{[72009]} بوهي الأرض لأنها أتقن منها وأشرف إذ هي للأرض بمنزلة الذكر للأنثى ، وكان الانفعال{[72010]} ربما أوهم أن ذلك يكون بغير{[72011]} فاعل ، صرح بوهي الأرض معبراً بالبناء للمفعول دلالة على أن الكل بفعله ، وأن ذلك عليه يسير ، فقال مخبراً بانفطار الأراضي أيضاً ليجمع بين التخويف بالمطل-{[72012]} والترويع بالمقل : { وإذا البحار } المتفرقة{[72013]} في الأرض وهي{[72014]} ضابطة لها أتم ضبط لنفع العباد على كثرتها { فجرت * } أي تفجيراً كثيراً بزوال{[72015]} ما بينها من البرازخ الحائلة ، وقال الربيع{[72016]} : بفيضها وخروج مائها عن حدوده فاختلط بعضها ببعض من ملحها وعذبها فصارت بحراً واحداً ، فصارت الأرض كلها ماء ولا سماء ولا أرض فأين المفر .


[72009]:زيد من ظ و م.
[72010]:من ظ و م، وفي الأصل: الانفظار.
[72011]:من ظ و م، وفي الأصل: بعد فعل.
[72012]:زيد من ظ و م.
[72013]:من ظ و م، وفي الأصل: المفترقة.
[72014]:زيد في الأصل: طائفة لها، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72015]:من م، وفي الأصل و ظ: لزوال.
[72016]:راجع المعالم 7/180.