تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ مَهۡدٗا وَجَعَلَ لَكُمۡ فِيهَا سُبُلٗا لَّعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ} (10)

ثم ذكر أيضا من الأدلة الدالة على كمال نعمته واقتداره ، بما خلقه لعباده من الأرض التي مهدها وجعلها قرارا للعباد ، يتمكنون فيها من كل ما يريدون .

{ وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا } أي : جعل منافذ بين سلاسل الجبال المتصلة ، تنفذون منها إلى ما وراءها من الأقطار . { لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } في السير في الطرق ولا تضيعون ، ولعلكم تهتدون أيضا في الاعتبار بذلك والادكار فيه .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ مَهۡدٗا وَجَعَلَ لَكُمۡ فِيهَا سُبُلٗا لَّعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ} (10)

ثم ابتدأ دالاً على نفسه بصنعه فقال :{ الذي جعل لكم الأرض مهداً وجعل لكم فيها سبلاً لعلكم تهتدون } إلى مقاصدكم في أسفاركم .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ مَهۡدٗا وَجَعَلَ لَكُمۡ فِيهَا سُبُلٗا لَّعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ} (10)

قوله تعالى : " الذي جعل لكم الأرض مهادا " وصف نفسه سبحانه بكمال القدرة . وهذا ابتداء إخبار منه عن نفسه ، ولو كان هذا إخبارا عن قول الكفار لقال الذي جعل لنا الأرض " مهادا " فراشا وبساطا . وقد تقدم{[13586]} . وقرأ الكوفيون " مهدا " " وجعل لكم فيها سبلا " أي معايش . وقيل طرقا ، لتسلكوا منها إلى حيث أردتم .

قوله تعالى : " لعلكم تهتدون " فتستدلون بمقدوراته على قدرته . وقيل : " لعلكم تهتدون " في أسفاركم . قاله ابن عيسى . وقيل : لعلكم تعرفون نعمة الله عليكم . قاله سعيد بن جبير . وقيل : تهتدون إلى معايشكم .


[13586]:راجع ج 11 ص 209.