فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ مَهۡدٗا وَجَعَلَ لَكُمۡ فِيهَا سُبُلٗا لَّعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ} (10)

ثم وصف سبحانه نفسه بما يدلّ على عظيم نعمته على عباده وكمال قدرته في مخلوقاته فقال : { الذي جَعَلَ لَكُمُ الأرض مهادا } وهذا كلام مبتدأ غير متصل بما قبله ، ولو كان متصلاً بما قبله من جملة مقول الكفار لقالوا : الذي جعل لنا الأرض مهاداً ، والمهاد : الفراش والبساط ، وقد تقدّم بيانه ، قرأ الجمهور : { مهاداً } وقرأ الكوفيون " مهداً " { وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً } أي طرقاً تسلكونها إلى حيث تريدون ، وقيل : معايش تعيشون بها { لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } بسلوكها إلى مقاصدكم ومنافعكم .

/خ20