البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ مَهۡدٗا وَجَعَلَ لَكُمۡ فِيهَا سُبُلٗا لَّعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ} (10)

و { الذي جعل لكم } : من كلام الله ، خطاباً لهم بتذكير نعمه السابقة .

وكرر الفعل في الجواب في قوله : { خلقهن العزيز العليم } ، مبالغة في التوكيد .

وفي غير ما سؤال ، اقتصروا على ذكر اسم الله ، إذ هو العلم الجامع للصفات العلا ، وجاء الجواب مطابقاً للسؤال من حيث المعنى ، لا من حيث اللفظ ، لأن من مبتدأ .

فلو طابق في اللفظ ، كان بالاسم مبتدأ ، ولم يكن بالفعل .

{ لعلكم تهتدون } : أي إلى مقاصدكم في السفر ، أو تهتدون بالنظر والاعتبار .