تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَذَلَّلۡنَٰهَا لَهُمۡ فَمِنۡهَا رَكُوبُهُمۡ وَمِنۡهَا يَأۡكُلُونَ} (72)

يأمر تعالى العباد بالنظر إلى ما سخر لهم من الأنعام وذللها ، وجعلهم مالكين لها ، مطاوعة لهم في كل أمر يريدونه منها ،

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَذَلَّلۡنَٰهَا لَهُمۡ فَمِنۡهَا رَكُوبُهُمۡ وَمِنۡهَا يَأۡكُلُونَ} (72)

وقوله : { فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ } أي : منها ما يركبون في الأسفار ، ويحملون عليه الأثقال ، إلى سائر الجهات والأقطار . { وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ } إذا شاؤوا نحروا واجتزروا .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَذَلَّلۡنَٰهَا لَهُمۡ فَمِنۡهَا رَكُوبُهُمۡ وَمِنۡهَا يَأۡكُلُونَ} (72)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

وذللناها فيحملون عليها ويسوقونها حيث شاءوا، ولا تمتنع منها.

{لهم فمنها ركوبهم} حمولتهم الإبل والبقر. {ومنها يأكلون}.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"وَذَلّلْناها لَهُمْ" يقول: وذللنا لهم هذه الأنعام، "فَمِنْها رَكُوبُهُمْ "يقول: فمنها ما يركبون كالإبل يسافرون عليها... "وَمِنْها يأْكُلونَ" لحومها.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

يخبر عن أنواع ما جعل لهم من الأنعام، وأنعم عليهم ليستأدي بذلك شكره، والله أعلم.

الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :

{وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ}: سخرناها...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

"وذللناها لهم" فتذليل الأنعام تسخيرها بالانقياد ورفع النفور، لان الوحشي من الحيوان نفور، والإنسي مذلل بما جعله الله فيه من الأنس والسكون، ورفع عنه من الاستيحاش والنفور.

"فمنها ركوبهم ومنها يأكلون" قسمة الأنعام، فإن الله تعالى جعل منها ما يركب ومنها ما يذبح وينتفع بلحمه ويؤكل.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

{وذللناها} معناه سخرناها ذليلة، والركوب والمركوب، وهذا فعول بمعنى مفعول وليس إلا في ألفاظ محصورة كالركوب والحلوب والقدوع.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما كان الملك لا يستلزم الطواعية، قال تعالى: {وذللناها لهم} أي يسرنا قيادها، ولو شئنا لجعلناها وحشية كما جعلنا أصغر منها وأضعف، فمن قدر على تذليل الأشياء الصعبة جداً لغيره فهو قادر على تطويع الأشياء لنفسه، ثم سبب عن ذلك قوله: {فمنها ركوبهم} أي ما يركبون، وهي الإبل لأنها أعظم مركوباتهم لعموم منافعها في ذلك وكثرتها، ولمثل ذلك في التذكير بعظيم النعمة والنفع واستقلال كل من النعمتين بنفسه أعاد الجار، وعبر بالمضارع للتجدد بتجدد الذبح بخلاف المركوب فإن صلاحه لذلك ثابت دائم فقال: {ومنها يأكلون}...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

حين ينظر الإنسان إلى الأمر بهذه العين، وفي هذا الضوء الذي يشيعه القرآن الكريم، فإنه يحس لتوه أنه مغمور بفيض من نعم الله. فيض يتمثل في كل شيء حوله. وتصبح كل مرة يركب فيها دابة، أو يأكل قطعة من لحم، أو يشرب جرعة من لبن، أو يتناول قطعة من سمن أو جبن. أو يلبس ثوباً من شعر أو صوف أو وبر... إلى آخره إلى آخره.. لمسة وجدانية تشعر قلبه بوجود الخالق ورحمته ونعمته. ويطرد هذا في كل ما تمس يده من أشياء حوله، وكل ما يستخدمه من حي أو جامد في هذا الكون الكبير. وتعود حياته كلها تسبيحاً لله وحمداً وعبادة آناء الليل وأطراف النهار.. ولكن الناس لا يشكرون.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

التذليل: جعل الشيء ذليلاً، والذليل ضد العزيز وهو الذي لا يدفع عن نفسه ما يكرهه. ومعنى تذليل الأنعام خلق مهانتها للإِنسان في جبلتها بحيث لا تُقدم على مدافعة ما يريد منها، فإنها ذات قُوات يدفع بعضها بعضاً عن نفسه بها، فإذا زجرها الإِنسان أو أمرها ذلّت له وطاعت مع كراهيتها ما يريده منها، من سير أو حمل أو حلب أو أخذ نسل أو ذبح. وقد أشار إلى ذلك قوله: {فمنها ركوبهم ومنها يأكلون}.

و {مِن} تبعيضية، أي وبعضها غير ذلك مثل الحرث والقتال كما قال: {ولهم فيها منافِعُ ومشَارِبُ} والمشارب: جمع مشرب، وهو مصدر ميمي بمعنى: الشرب، أريد به المفعول، أي مشروبات.

وتقديم المجروريْن ب (مِن) على ما حقهما أن يتأخرا عنهما للوجه الذي ذكر في قوله: {فهم لها مالِكُون}.