المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{وَذَلَّلۡنَٰهَا لَهُمۡ فَمِنۡهَا رَكُوبُهُمۡ وَمِنۡهَا يَأۡكُلُونَ} (72)

{ وذللناها } معناه سخرناها ذليلة ، والركوب والمركوب ، وهذا فعول بمعنى مفعول وليس إلا في ألفاظ محصورة كالركوب والحلوب والقدوع{[9819]} ، وقرأ الجمهور «رَكوبهم » بفتح الراء ، وقرأ الحسن والأعمش «رُكوبهم » بضم الراء ، وقرأ أبي بن كعب وعائشة «ركوبتهم »{[9820]} .


[9819]:الركوب: المركوب، والحلوب: المحلوب، والقَدوع-من النساء- التي تانف كل شيء، ومن الخيل: المحتاج إلى القَدْع ليكف عن بعض جريه، والقدع: الكف بالقوة عن الشيء، يقال: قدع الفحل: ضربه على أنفه بشيء ليرتد.
[9820]:قراءة(ركوبهم) بضم الراء فيها حذف مضاف، تقديره:"فيها ذو ركوبهم"، وذو الركوب هنا هو المركوب، فتصبح في المعنى مثل قراءة الفتح في الراء. وأما قراءة:(رَكوبتهم) فمعناها: مركوبتهم، مثل: القَتُوبة، والجزوزة، والحلوبة، أي:ما يُقتب، ويجز، ويُحلب، قال ذلك أبو الفتح ابن جني في كتاب المحتسب.