إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَذَلَّلۡنَٰهَا لَهُمۡ فَمِنۡهَا رَكُوبُهُمۡ وَمِنۡهَا يَأۡكُلُونَ} (72)

والأَوَّلُ هو الأظهرُ ليكون قوله تعالى { وذللناها لَهُمْ } تأسيساً لنعمةٍ على حيالِها لا تتمَّةً لما قبلها أي صيَّرناها منقادةً لهم بحيثُ لا تستعصِي عليهم في شيءٍ مَّما يُريدون بها حتَّى الذَّبح حسبما ينطقُ به قوله تعالى { فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ } الخ فإنَّ الفاء فيه لتفريع أحكام التَّذليلِ عليه وتفصيلها أي فبعضٌ منها ركوبُهم أي مركوبُهم أي معظم منافعها الرُّكوبُ ، وعدم التَّعرضِ للحمل لكونِه من تتمَّاتِ الرُّكوبِ . وقرئ ركوبتُهم وهي بمعناه كالحَلوبِ والحَلوبةِ وقيل : الرَّكوبةُ اسم جمع . وقرئ رُكوبُهم أي ذُو رُكوبِهم { وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ } أي وبعضٌ منها يأكلون لحمه .