ثم إنه تعالى أعاد الوحدانية والدلائل عليها فقال : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَآ } أي من جملة ما عملت أيدينا أي ما{[46606]} عملناهُ من غير معين ولا ظهير بل عملناه بقدرتنا وإرادتنا { أَنْعاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ } ضابطون قاهرون أي لم يخلق الأنعام وحشيةً نافرةً{[46607]} من بني آدم لا يقدرون على ضبطها بل هي مسخرة لهم كقوله : { وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ } «سَخَّرْنَاها لهم » . «فمِنْهَا رَكُوبُهُمْ » أي ما يركبون وهي الإبل «وَمِنْهَا يَأكُلُونَ » من لحمانِها{[46608]} .
قوله : { رَكُوبُهُمْ } أي مركوبهم كالحَلُوب والحَصُور بمعنى المفعول وهو لا ينقاس{[46609]} . وقرأ أبيّ وعائشةٌ «رَكُوبَتُهمْ » بالتاء وقد عد بعضهم دخول التاء على هذه الزِّنة{[46610]} شاذاً وجعلها الزمخشري في قول بعضهم جمعاً يعني اسم جمع{[46611]} وإلا فلمْ يرد في أبنية التكسير هذه الزنة . وقد عد ابن مالك أيضاً أبنية أسماء الجموع فلم يذكر فيها فَعُولَةً{[46612]} ، وقرأ الحسنُ وأبو البَرَهسم والأعمش رُكُوبهم بضم الراء{[46613]} ، ولا بدّ من حذف مضاف إما من الأول أي فمن منافعها ركوبهم وإما من الثاني أي ذو{[46614]} ركوبهم . قال ابن خالويه العرب تقول : نَاقَةٌ حَلُوبٌ رَكُوبٌ وَركُوبةٌ حَلُوبَةٌ ورَكْبَاةٌ حلباة وَرَكَبُوتٌ حلَبُوتٌ وَرَكَبَى حَلَبَى وَرَكَبُوتَا ( حَلَبوتَا ){[46615]} وَركبَانَةٌ حَلْبَانَةٌ وأنشد :
4188- رَكْبَانَةٌ حَلْبَانَةٌ زَفُوفْ . . . تَخْلِطُ بَيْنَ وَبَرٍ وَصًوفْ{[46616]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.