ولكن لما كان الله ولي عباده المؤمنين وناصرهم ، بيَّن لهم ما اشتملوا عليه من الضلال والإضلال ، ولهذا قال : { وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا } أي : يتولى أحوال عباده ويلطف بهم في جميع أمورهم ، وييسر لهم ما به سعادتهم وفلاحهم . { وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا } ينصرهم على أعدائهم ويبين لهم ما يحذرون منهم ويعينهم عليهم . فولايته تعالى فيها حصول الخير ، ونصره فيه زوال الشر .
ومن ثم يعقب على إبراز هذه المحاولة من اليهود ، بالتصريح بأن هؤلاء أعداء للمسلمين . وبتطمين الجماعة المسلمة إلى ولاية الله ونصره ، إزاء تلك المحاولة :
( والله أعلم بأعدائكم . وكفى بالله وليا . وكفى بالله نصيرا ) . .
وهكذا يصرح العداء ويستعلن ، بين الجماعة المسلمة واليهود في المدينة . . وتتحدد الخطوط . .
{ وَاللهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ } أي : هو يعلم بهم ويحذركم منهم { وَكَفَى بِاللهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللهِ نَصِيرًا } أي : كفى به وليا لمن لجأ{[7650]} إليه ونصيرا لمن استنصره .
وقوله : { والله أعلم بأعدائكم } خبر في ضمنه التحذير منهم ، و في قوله : { وكفى بالله } في موضع رفع بتقدير زيادة الخافض{[4086]} ، وفائدة زيادته تبيين معنى الأمر في لفظ الخبر ، أي اكتفوا بالله ، فالباء تدل على المراد من ذلك ، { ولياً } فعيلاً ، و { نصيراً } كذلك ، من الولاية والنصر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.