تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قَالَ فَمَا بَالُ ٱلۡقُرُونِ ٱلۡأُولَىٰ} (51)

ولهذا لما لم يمكن فرعون ، أن يعاند هذا الدليل القاطع ، عدل إلى المشاغبة ، وحاد عن المقصود فقال لموسى : { فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى } أي : ما شأنهم ، وما خبرهم ؟ وكيف وصلت بهم الحال ، وقد سبقونا إلى الإنكار والكفر ، والظلم ، والعناد ، ولنا فيهم أسوة ؟

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قَالَ فَمَا بَالُ ٱلۡقُرُونِ ٱلۡأُولَىٰ} (51)

وثنى فرعون بسؤال آخر :

( قال : فما بال القرون الأولى ? ) .

ما شأن القرون التي مضت من الناس ? أين ذهبت ? ومن كان ربها ? وما يكون شأنها وقد هلكت لا تعرف إلهها هذا ?

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{قَالَ فَمَا بَالُ ٱلۡقُرُونِ ٱلۡأُولَىٰ} (51)

{ قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأولَى } أصح الأقوال في معنى ذلك : أن فرعون لما أخبره موسى بأن ربه الذي أرسله هو الذي خلق ورزق وقدر فهدى ، شرع يحتج بالقرون الأولى ، أي : الذين لم يعبدوا الله ، أي : فما بالهم إذا كان الأمر كما تقول ، لم يعبدوا ربك{[19395]} بل عبدوا غيره ؟ فقال له موسى في جواب ذلك : هم وإن لم يعبدوه فإن عملهم{[19396]} عند الله مضبوط عليهم ، وسيجزيهم بعملهم في كتاب الله ، وهو اللوح المحفوظ وكتاب الأعمال ، { لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى } أي : لا يشذ عنه{[19397]} شيء ، ولا يفوته صغير ولا كبير ، ولا ينسى شيئًا . يصف علمه تعالى بأنه بكل شيء محيط ، وأنه لا ينسى شيئًا ، تبارك وتعالى وتقدس ، فإن علم المخلوق يعتريه نقصانان{[19398]} أحدهما : عدم الإحاطة بالشيء ، والآخر نسيانه بعد علمه ، فنزه نفسه عن ذلك .


[19395]:في ف، أ: "لم يعبدوه".
[19396]:في ف، أ: "علمهم".
[19397]:في ف: "عليه".
[19398]:في ف، أ: "نقصان".
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{قَالَ فَمَا بَالُ ٱلۡقُرُونِ ٱلۡأُولَىٰ} (51)

{ قال فما بال القرون الأولى } فما حالهم بعد موتهم من السعادة والشقاوة .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قَالَ فَمَا بَالُ ٱلۡقُرُونِ ٱلۡأُولَىٰ} (51)

وقال فرعون { فما بال القرون الأولى } يحتمل أن يريد محاجته بحسب ما تقدم من القول ومناقضته فيه ، فليس يتجه على هذا أن يريد ما بال القرون الأولى ولم يوجد أمرك عندها ، فرد موسى عليه السلام علم ذلك إلى الله تعالى ، ويحتمل أن يريد فرعون قطع الكلام الأول والرجوع إلى سؤال موسى عن حالة من سلف من الناس روغاناً في الحجة وحيدة وقال «البال » الحال فكأنه سألهم عن حالهم كما جاء في الحديث «يهديكم الله ويصلح بالكم »{[8111]} وقال النقاش إنما قال فرعون { فما بال القرون الأولى } لما سمع مؤمن آله يا قوم { إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب } [ غافر : 30 ] مثل دأب قوم نوح وعاد «{[8112]} الآية .


[8111]:أخرجه الترمذي، وأبو داود، وابن ماجه في الأدب.
[8112]:من الآيتين (30، 31) من سورة (المؤمن) ـ وهي سورة (غافر)، ومؤمن آل فرعون هو الذي تتحدث عنه الآيات من قوله تعالى في سورة غافر {وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه} الآية (28) وما بعدها، ولهذا سميت السورة سورة مؤمن.