تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقّٞ تَخَاصُمُ أَهۡلِ ٱلنَّارِ} (64)

قال تعالى مؤكدا ما أخبر به ، وهو أصدق القائلين : { إِنَّ ذَلِكَ } الذي ذكرت لكم { لَحَقٌّ } ما فيه شك ولا مرية { تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ }

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقّٞ تَخَاصُمُ أَهۡلِ ٱلنَّارِ} (64)

ويختم المشهد بتقرير واقع أهل النار :

( إن ذلك لحق تخاصم أهل النار ) ! !

فما أبعد مصيرهم عن مصير المتقين . الذين كانوا يسخرون منهم ، ويستكثرون اختيار الله لهم . وما أبأس نصيبهم الذي كانوا يستعجلون به وهم يقولون : ( ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب ) !

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقّٞ تَخَاصُمُ أَهۡلِ ٱلنَّارِ} (64)

وقوله : { إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ } أي : إن هذا الذي أخبرناك به يا محمد من تخاصم أهل النار بعضهم في بعض ولعن بعضهم لبعض لحق لا مرية فيه ولا شك .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقّٞ تَخَاصُمُ أَهۡلِ ٱلنَّارِ} (64)

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( إنّ ذلكَ لَحَقّ تخاصُمُ أهْلِ النّارِ ) فقرأ : ( تاللّهِ إنْ كُنّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ إذْ نُسَوّيكُمْ بِرَبّ العالَمِينَ ) وقرأ : ( يَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعا . . . حتى بلغ : إنْ كُنّا عَنْ عِبادَتِكُمْ لَغافِلِينَ ) قال : إن كنتم تعبدوننا كما تقولون إن كنا عن عبادتكم لغافلين ، ما كنا نسمع ولا نبصر ، قال : وهذه الأصنام ، قال : هذه خصومة أهل النار ، وقرأ : وَضَلّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ قال : وضلّ عنهم يوم القيامة ما كانوا يفترون في الدنيا .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقّٞ تَخَاصُمُ أَهۡلِ ٱلنَّارِ} (64)

{ إن ذلك } الذي حكيناه عنهم . { لحق } لا بد أن يتكلموا به ثم بين ما هو فقال : { تخاصم أهل النار } وهو بدل من لحق أو خبر محذوف ، وقرئ بالنصب على البدل من ذلك .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقّٞ تَخَاصُمُ أَهۡلِ ٱلنَّارِ} (64)

تذييل وتنهية لوصف حال الطاغين وأتباعهم ، وعذابهم ، وجدالهم . وتأكيد الخبر بحرف التوكيد منظور فيه لما يلزم الخبر من التعريض بوعيد المشركين وإثبات حشرهم وجزائهم بأنه حق ، أي ثابت كقوله : { وإن الدين لواقع } [ الذاريات : 6 ] .

والإِشارة إلى ما حُكي عنهم من المقاولة . وسميت المقاولة تخاصماً ، أي تجادلاً وإن لم تقع بينهم مجادلة ، فإن الطاغين لم يجيبوا الفوج على قوله : { بلْ أنتم لا مرحباً بكم } [ ص : 60 ] ، ولكن لمّا اشتمَلت المقاولة على ما هو أشد من الجدال وهو قول كل فريق للآخر { لا مرحباً بكم } كان الذم أشد من المخاصمة فأطلق عليه اسم التخاصم حقيقة . وتقدم ذكر الخصام عند قوله تعالى : { هذان خصمان } في سورة [ الحج : 19 ] .

وأضيف هذا التخاصم إلى أهل النار كلهم اعتباراً بغالب أهلها لأن غالب أهل النار أهل الضلالات الاعتقادية وهم لا يَعدون أن يكونوا دعاة للضلال أو أتباعاً للدعاة إليه فكلهم يجري بينهم هذا التخاصم ، أما من كان في النار من العصاة فكثير منهم ليس عصيانه إلا تبعاً لهواه مع كونه على علم بأن ما يأتيه ضلالة لم يُسَوّله له أحد .

و { أهْلِ النَّارِ } هم الخالدون فيها ، كقولهم : أهل قرية كذا ، فإنه لا يشمل المغترب بينهم ، على أن وقت نزول هذه الآية لم يكن في مكة غير المسلمين الصالحين وغير المشركين ، فوصف أهل النار يومئذٍ لا يتحقق إلا في المشركين دون عصاة المسلمين . وقوله : { تخاصُمُ أهلِ النارِ } إمّا خبرُ مبتدأ محذوف ، تقديره : هو تخاصم أهل النار ، والجملة استئناف لزيادة بيان مدلول اسم الإِشارة ، أو هو مرفوع على أنه خبر ثان عن { إنّ ، } أو على أنه بدل من { لَحَقٌّ .