البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقّٞ تَخَاصُمُ أَهۡلِ ٱلنَّارِ} (64)

{ إن ذلك } : أي التفاوض الذين حكيناه عنهم ، { لحق } : أي ثابت واقع لا بد أن يجري بينهم .

وقرأ الجمهور : { تخاصم } بالرفع مضافاً إلى { أهل } .

قال ابن عطية : بدل من { لحق } .

وقال الزمخشري : بين ما هو فقال : تخاصم منوناً ، أهل رفعاً بالمصدر المنون ، ولا يجيز ذلك الفراء ، ويجيزه سيبويه والبصريون .

وقرأ ابن أبي عبلة : تخاصم أهل ، بنصب الميم وجر أهل .

قال الزمخشري : على أنه صفة لذلك ، لأن أسماء الإشارة توصف بأسماء الأجناس .

وفي كتاب اللوامح : ولو نصب تخاصم أهل النار ، لجاز على البدل من ذلك .

وقرأ ابن السميفع : تخاصم : فعلاً ماضياً ، أهل : فاعلاً ، وسمى تعالى تلك المفاوضة التي جرت بين رؤساء الكفار وأتباعهم تخاصماً ، لأنّ قولهم : { لا مرحباً بهم } ، وقول الأتباع : { بل أنتم لا مرحباً بكم } ، هو من باب الخصومة ، فسمى التفاوض كله تخاصماً لاستعماله عليه .