غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقّٞ تَخَاصُمُ أَهۡلِ ٱلنَّارِ} (64)

{ إن ذلك } الذي حكينا عنهم { لحق } لا بد لهم من وقوعه لأنهم مالوا إلى عالم التضاد فيحشرون كذلك . ثم بين ما هو فقال هو { تخاصم أهل النار } لأن التلاعن والتشاتم نوع من أنواع الخصومة .

واعلم أنه سبحانه لما بدأ في أول السورة بأن محمداً يدعو إلى التوحيد وأن الكفار يستهزؤون منه وينسبونه إلى السخرية تارة وإلى الكذب أخرى . ثم ذكر طرفاً من قصص الأنبياء عليهم السلام ليعلم أن الدنيا دار تكليف وبلاء لا دار إقامة وبقاء . ثم عقبه بشرح نعيم الأبرار وعقاب الأشرار ، عاد إلى تقرير المطالب المذكورة في أوّل السورة وهي صحة نبوّة محمد صلى الله عليه وسلم وصدق ما يدعو إليه من التوحيد والإخلاص فقال : { قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد }