تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقّٞ تَخَاصُمُ أَهۡلِ ٱلنَّارِ} (64)

قوله تعالى : { إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ } قال بعضهم : القسم بقوله : { ص والقرآن ذي الذكر } [ الآية : 1 ] وقع على هذا ما ذكرنا . وقال بعضهم : هذا على التقديم والتأخير ؛ يقول : إن ذلك الذي ذكره من تخاصم أهل النار كقولهم : { بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ } [ الآية : 60 ] وقولهم : { رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ } [ الآية : 61 ] وما ذكر في سورة الأعراف : { قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآَتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ } [ الأعراف : 38 ] أي ذلك التخاصم الذي ذكر لحق ، أي كائن في ما بينهم ، والله أعلم .