فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقّٞ تَخَاصُمُ أَهۡلِ ٱلنَّارِ} (64)

{ إِنَّ ذَلِكَ } أي ما تقدم من حكاية حالهم { لَحَقٌّ } أي لواقع ثابت في الدار الآخرة لا يتخلف البتة { تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ } خبر مبتدأ محذوف ويجوز أن يكون خبرا بعد خبر ، وهذا على قراءة الجمهور برفع تخاصم والمعنى أن ذلك الذي حكاه الله عنهم لحق لابد أن يتكلموا به . وهو تخاصم أهل النار فيها ، وما قالته الرؤساء للأتباع . وما قالته الأتباع لهم والجملة بيان لاسم الإشارة وفي الإبهام أولا والتبيين ثانيا مزيد تقرير له قرأ ابن أبيّ بنصب تخاصم على أنه بدل من ذلك أو بإضمار أعني وقرئ تخاصم بصيغة الماضي فتكون جملة مستأنفة وإنما سماه تخاصما لأن قول القادة للأتباع : لا مرحبا بكم وقول الأتباع للقادة بل أنتم لا مرحبا بكم من باب الخصومة