تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{لِيُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي يَخۡتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعۡلَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّهُمۡ كَانُواْ كَٰذِبِينَ} (39)

{ لِيُبَيِّنَ لَهُم الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ ْ } من المسائل الكبار والصغار ، فيبين حقائقها ويوضحها .

{ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ ْ } حين يرون أعمالهم حسرات عليهم ، وما نفعتهم آلهتهم التي يدعون مع الله من شيء لما جاء أمر ربك ، وحين يرون ما يعبدون حطبا لجهنم ، وتكور الشمس والقمر وتتناثر النجوم ، ويتضح لمن يعبدها أنها عبيد مسخرات ، وأنهن مفتقرات إلى الله في جميع الحالات .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{لِيُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي يَخۡتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعۡلَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّهُمۡ كَانُواْ كَٰذِبِينَ} (39)

22

وللأمر حكمته : ( ليبين لهم الذي يختلفون فيه ، وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين ) فيما ادعوا أنهم على الهدى ؛ وفيما زعموا من كذب الرسل ، ومن نفي الآخرة ؛ وفيما كانوا فيه من اعتقاد ومن فساد .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{لِيُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي يَخۡتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعۡلَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّهُمۡ كَانُواْ كَٰذِبِينَ} (39)

القول في تأويل قوله تعالى { لِيُبَيّنَ لَهُمُ الّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الّذِينَ كَفَرُواْ أَنّهُمْ كَانُواْ كَاذِبِينَ } .

يقول تعالى ذكره : بل لَيبعثنّ الله من يموت وعدا عليه حقّا ، ليبين لهؤلاء الذين يزعمون أن الله لا يبعث من يموت ولغيرهم الذي يختلفون فيه من إحياء الله خلقه بعد فنائهم ، وليعلم الذين جحدوا صحة ذلك وأنكروا حقيقته أنهم كانوا كاذبين في قيلهم لا يبعث الله من يموت . كما :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : لِيُبَيّنَ لَهُمُ الّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ قال : للناس عامّة .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{لِيُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي يَخۡتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعۡلَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّهُمۡ كَانُواْ كَٰذِبِينَ} (39)

{ ليبين } تعليل لقوله تعالى : { وعداً عليه حقاً } [ سورة النحل : 38 ] لقصد بيان حكمة جعله وعداً لازماً لا يتخلّف ، لأنه منوط بحكمة ، والله تعالى حكيم لا تجري أفعاله على خلاف الحكمة التامّة ، أي جعل البعث ليبيّن للناس الشيء الذي يختلفون فيه من الحقّ والباطل فيظهر حقّ المحقّ ويظهر باطل المبطل في العقائد ونحوها من أصول الدّين وما ألحق بها .

وشمل قوله : { يختلفون } كل معاني المحاسبة على الحقوق لأن تمييز الحقوق من المظالم كلّه محل اختلاف الناس وتنازعهم .

وعطف على هذه الحكمة العامّة حكمةٌ فرعيّة خاصّة بالمردود عليهم هنا ، وهي حصول العلم للّذين كفروا بأنهم كانوا كاذبين فيما اخترعوه من الشرك وتحريم الأشياء وإنكار البعث .

وفي حصول علمهم بذلك يوم البعث مثارٌ للندامة والتحسّر على ما فرط منهم من إنكاره . وقد تقدّم بيان حكمة الجزاء في يوم البعث في أول سورة يونس .

و { كانوا كاذبين } أقوى في الوصف بالكذب من ( كذَبوا أو كاذبون ) ، لما تدلّ عليه ( كان ) من الوجود زيادة على ما يقتضيه اسم الفاعل من الاتّصاف ، فكأنه قيل : وُجد كذبهم ووصفوا به . وكذبهم يستلزم أنهم معذّبون عقوبة على كذبهم . ففيه شتم صريح تعريض بالعقاب .