نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{لِيُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي يَخۡتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعۡلَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّهُمۡ كَانُواْ كَٰذِبِينَ} (39)

ولما بين أنه لا بد من ذلك لسبق الوعد به من القادر ، بين حكمته بأمر مبين أنه لا يسوغ تركه بوجه ، وهو أنه لا يجوز في عقل عاقل أن أحداً ملكاً فما دونه يأمر عبيده بشيء ثم يهملهم فلا يسألهم ولا سيما إن اختلفوا ولا سيما إن أدى اختلافهم إلى المقاطعة والمقاتلة فكيف إن كان حاكماً فكيف إذا كان حكيماً فكيف وهو أحكم الحاكمين ! فقال معلقاً بما دل عليه { بلى } : { ليبين } أي فعله ووعد به فهو يبعثهم ليبين { لهم } أي للناس { الذي يختلفون } أي يوجد اختلافهم { فيه } من البعث وغيره ، ويجزي كلاًّ بما عمل لأن ذلك من العدل الذي هو فعله { وليعلم الذين كفروا } أي جهلوا الآيات الدالة عليه ، فكأنهم ستروها لأنها لظهورها لا تجهل { أنهم كانوا } أي جبلة وطبعاً { كاذبين * } أي عريقين في الكذب في إنكارهم للمعاد وزعمهم أنهم المختصون بالمفاز علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين .