تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{لِيُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي يَخۡتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعۡلَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّهُمۡ كَانُواْ كَٰذِبِينَ} (39)

38

{ ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين } .

أي : بل يبعث الله تعالى يوم القيامة .

{ ليبين لهم الذي يختلفون فيه } من أمور البعث ، وليظهر لهم وجه الحق فيما جاء به الرسل ، وخالفتهم فيه أممهم ، فيمتاز الخبيث من الطيب ، والمطيع من العاصي ، والظالم من المظلوم ، وليجزى الذين أساءوا بما عملوا ، ويجزى الذين أحسنوا بالحسنى .

{ وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين } .

أي : وليعلم الذين جحدوا وقوع البعث والجزاء ، أنهم كانوا كاذبين في قولهم : { لا يبعث الله من يموت } . ( النحل : 38 ) .

وكانوا كاذبين في سخريتهم من المؤمنين ، وفي هذا اليوم يلقى الكفار جزاءهم في جهنم ، وينظر إليهم المؤمنون ، وهم يعذبون جزاء جحودهم للبعث ، وتكذيب الرسل ، والسخرية بالمؤمنين ، قال تعالى : { يوم يدعون إلى نار جهنم دعا* هذه النار التي كنتم بها تكذبون } . ( الطور : 14 ، 13 ) .

فالآية الكريمة قد بينت حكمتين لبعث الناس للحساب يوم القيامة .

1 إظهار ما اختلفوا فيه في شأن البعث وغيره .

2 إظهار كذب الكافرين ، الذين أنكروا البعث ، واستهزءوا بمن دعاهم إلى الإيمان به .