تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{لِيُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي يَخۡتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعۡلَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّهُمۡ كَانُواْ كَٰذِبِينَ} (39)

الآية : 39 : ألا ترى أنه أوعد لهم الوعيد الشديد في الآخرة بقوله : { ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا أنهم كاذبين } ؟ يحتمل قوله : { وليعلم الذين كفروا } أي ليعلم ( أتباع الذين كفروا ){[10168]} أن الرؤساء ( كانوا كاذبين وإلا كان الرؤساء ){[10169]} كاذبين عند أنفسهم ، أو أن يكون قال ذلك لما ادعى أولئك الكفرة أن الآخرة لهم كقوله : { ولئن رجعت إلى ربي } الآية ( فصلت : 50 ) فقال جوابا له : { وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين } لادعائهم الآخرة لأنفسهم .

ثم قوله : { ليبين لهم الذي يختلفون فيه } قال بعضهم : إنما اختلفوا في البعث ؛ منهم من صدقه ، ومنه من كذب بقوله : { ليبين لهم } ذلك ، ويحتمل ( قوله : { الذي يختلفون فيه } ){[10170]} أي في الدين والمذهب لأنهم اختلفوا في الدين والمذهب ، وكل من ادعى دينا ومذهبا حتى دعا غيره إلى دينه ومذهبه { ليبين لهم } المحق من غيره والصادق منهم من الكاذب .

وقوله تعالى : { وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين } يحتمل كفرهم بالبعث وإنكارهم وكفرهم برسول الله أو وحدانية الله { أنهم كانوا كاذبين } في إنكارهم ما أنكروا ليبين لهم ذلك في الآخرة .


[10168]:في الأصل وم: اتباعهم.
[10169]:من الأصل : كانوا كاذبين و إلا كان الرؤساء منهم، في م:منهم كانوا.
[10170]:من م، في الأصل: فيه.