فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لِيُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي يَخۡتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعۡلَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّهُمۡ كَانُواْ كَٰذِبِينَ} (39)

وقوله { لِيُبَيّنَ لَهُمُ } أي : ليظهر لهم ، وهو غاية لما دلّ عليه «بلى » من البعث ، والضمير في { لَهُمْ } راجع إلى من يموت ، والموصول في قوله : { الذي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ } في محل نصب على أنه مفعول " ليبين " ، أي : الأمر الذي وقع الخلاف بينهم فيه ، وبيانه إذ ذاك يكون بما جاءتهم به الرسل ، ونزلت عليهم فيه كتب الله ؛ وقيل : إن { ليبين } متعلق بقوله : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا } أي : بعثنا في كل أمة رسولاً ليبين وهو بعيد { وَلِيَعْلَمَ الذين كَفَرُوا } بالله سبحانه ، وأنكروا البعث { أَنَّهُمْ كَانُوا كاذبين } في جدالهم وإنكارهم البعث بقولهم : { لاَ يَبْعَثُ الله مَن يَمُوتُ } .

/خ40