تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{مِن شَرِّ مَا خَلَقَ} (2)

{ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ } وهذا يشمل جميع ما خلق الله ، من إنس ، وجن ، وحيوانات ، فيستعاذ بخالقها ، من الشر الذي فيها ، ثم خص بعد ما عم ، فقال : { وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{مِن شَرِّ مَا خَلَقَ} (2)

وقال جلّ ثناؤه : { مِنْ شَرّ ما خَلَقَ } لأنه أمر نبيه أن يستعيذ من شرّ كل شيء ، إذ كان كلّ ما سواه ، فهو ما خَلق .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{مِن شَرِّ مَا خَلَقَ} (2)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{ من شر ما خلق } من الجن والإنس . ...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقال جلّ ثناؤه : { مِنْ شَرّ ما خَلَقَ } لأنه أمر نبيه أن يستعيذ من شرّ كل شيء ، إذ كان كلّ ما سواه ، فهو ما خَلق . ...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{ مِن شَرّ مَا خَلَقَ } من شر خلقه . وشرّهم : ما يفعله المكلفون من الحيوان من المعاصي والمآثم ، ومضارة بعضهم بعضاً من ظلم وبغي ، وقتل وضرب وشتم وغير ذلك ، وما يفعله غير المكلفين منه من الأكل والنهش واللدغ والعضّ كالسباع والحشرات ، وما وضعه الله في الموات من أنواع الضرر كالإحراق في النار ، والقتل في السم .

التفسير القيم لابن القيم 751 هـ :

والشر مسند في الآية إلى المخلوق المفعول ، لا إلى خلق الرب تعالى الذي هو فعله وتكوينه ، فإنه لا شر فيه بوجه ما ، فإن الشر لا يدخل في شيء من صفاته ، ولا في أفعاله ، كما لا يلحق ذاته تبارك وتعالى ، فإن ذاته لها الكمال المطلق ، الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه ، وأوصافه كذلك لها الكمال المطلق والجلال التام ، ولا عيب فيها ولا نقص بوجه ما ، وكذلك أفعاله كلها خيرات محضة ، لا شر فيها أصلا ، ولو فعل الشر سبحانه لاشتق له منه اسم ، ولم تكن أسماؤه كلها حسنى ، ولعاد إليه منه حكم ، تعالى ربنا وتقدس عن ذلك . وما يفعله من العدل بعباده ، وعقوبة من يستحق العقوبة منهم : هو خير محض ؛ إذ هو محض العدل والحكمة ، وإنما يكون شرا بالنسبة إليهم ، فالشر وقع في تعلقه بهم ، وقيامه بهم ، لا في فعله القائم به تعالى

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما كانت الأشياء قسمين : عالم الخلق ، وعالم الأمر ، وكان عالم الأمر خيراً كله ، فكان الشر منحصراً في عالم الخلق خاصة بالاستعاذة ، فقال تعالى معمماً فيها : { من شر ما خلق } ، أي من كل شيء سوى الله تعالى عز وجل وصفاته ، والشر تارة يكون اختيارياً من العاقل الداخل تحت مدلول " لا " وغيره من سائر الحيوان كالكفر ، والظلم ، ونهش السباع ، ولدغ ذوات السموم ، وتارة طبيعياً كإحراق النار ، وإهلاك السموم . ...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

أي من شر خلقه إطلاقا وإجمالا . وللخلائق شرور في حالات اتصال بعضها ببعض . كما أن لها خيرا ونفعا في حالات أخرى . والاستعاذة بالله هنا من شرها ليبقى خيرها . والله الذي خلقها قادر على توجيهها وتدبير الحالات التي يتضح فيها خيرها لا شرها !

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

من المخلوقات المتحركة في الكون من الإنس والجن والحيوان وغيرهم ، مما يمكن أن يُحدث للإنسان شرّاً في بدنه وماله وعرضه وأهله ، في ما يخافه الإنسان من ذلك ، فيعقّد له نفسه من حيث ما يثيره تصوّر ذلك من مخاوف ، أو يُطلقه من تهاويل ، فيمنعه عن الانطلاق في الحركة في خطّ المسؤولية ؛ لأن الخوف والقلق من العوامل المؤثرة سلباً في عمق تصور الكائن الإنساني وحركته ...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

من كلّ موجود شرّير من الإنس والجن والحيوان وحوادث الشرّ والنفس الأمارة بالسوء ، وهذا لا يعني أنّ الخلق الإلهي ينطوي في ذاته على شرّ ؛ لأنّ الخلق هو الإيجاد ، والإيجاد خير محض . يقول سبحانه : { الذي أحسن كلّ شيء خلقه } . بل الشرّ يعرض المخلوقات حين تنحرف عن قوانين الخلقة ، وتنسلخ عن المسير المعين لها . على سبيل المثال ، أنياب الحيوانات وسيلة دفاعية تستخدمها أمام الأعداء ، كما نستخدم نحن السلاح للدفاع مقابل العدو . لو أنّ هذا السلاح استخدم في محله فهو خير ، وإن لم يستعمل في محله كأن صوب تجاه صديق ، فهو شرّ . جدير بالذكر أنّ كثيراً من الأُمور نحسبها شرّاً وفي باطنها خير كثير ، مثل الحوادث والبلايا التي تنفض عن الإنسان غبار الغفلة وتدفعه إلى التوجه نحو اللّه ، هذه ليس من الشرّ حتماً .