قوله : { مِن شَرِّ مَا خَلَقَ } : متعلقٌ ب " أعوذُ " ، والعامَّةُ على إضافةِ " شَرِّ " إلى " ما " . وقرأ عمرو بن فائد بتنوينه ، وقال ابنُ عطية : " عمرو بن عبيد وبعضُ المعتزلة الذين يَرَوْن أنَّ اللَّهَ لم يَخْلُقِ الشرَّ : " مِنْ شَرٍ " بالتنوين " ما خلقَ " على النفي ، وهي قراءةٌ مردودةٌ مبنيَّةٌ على مذهبٍ باطلٍ " انتهى ، ولا يتعيَّن أَنْ تكونَ " ما " نافيةً ؛ بل يجوزُ أن تكونَ موصولةً بدلاً مِنْ " شر " على حذفِ مضافٍ ، أي : من شَر شَرِّ ما خَلَقَ . عَمَّم أولاً [ ثم خَصَّص ثانياً ] . وقال أبو البقاء : " و( ما ) على هذا بدلٌ مِنْ " شرّ " أو زائدةٌ . ولا يجوزُ أَنْ تكونَ نافيةٌ ؛ لأنَّ النافيةَ لا يتقدَّمُ عليها ما في حَيِّزِها . فلذلك لم يَجُزْ أَنْ يكونَ التقدير : ما خَلَقَ مِنْ شر ، ثم هو فاسِدُ المعنى " قلت : وهو رَدٌّ حسنٌ صناعيٌّ . ولا يقال : إنَّ " مِنْ شرّ " متعلقٌ ب " أعوذُ " ، وحُذِفَ مفعولُ " خَلَق " ؛ لأنه خلافُ الأصلِ . وقد أَنْحى مكيُّ على هذا القائلِ ، ورَدَّه بما تقدَّم أقبحَ رَدّ . [ و " ما " مصدريةٌ ، أو بمعنى الذي ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.