السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{مِن شَرِّ مَا خَلَقَ} (2)

ولما كانت الأشياء قسمين : عالم الخلق وعالم الأمر ، وكان عالم الأمر خيراً كله ، فكان الشر منحصراً في عالم الخلق ، خصه بالاستعاذة فقال تعالى معمماً فيها : { من شر ما خلق } ، فخص عالم الخلق بالاستعاذة منه لانحصار الشر فيه يكون اختيارياً من العاقل الداخل تحت مدلول ما وغيره من سائر الحيوانات ، كالكفر والظلم ونهش السباع ولدغ ذوات السموم ، وتارة طبيعياً كإحراق النار ، وإهلاك السموم .

وقيل : المراد به إبليس خاصة ؛ لأنه لم يخلق الله خلقاً شراً منه ، ولأنّ السحر لا يتم إلا به وبأعوانه وجنوده ، وقيل : من شر كل ذي شر .