فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{مِن شَرِّ مَا خَلَقَ} (2)

{ من شر ما خلق } متعلق بأعوذ ، أي أعوذ بالله من شر كل ما خلقه من جميع مخلوقاته ، فيعم جميع الشرور ، فهذا عام ، وما بعده من الشرور الثلاثة خاص ، فهو من ذكر الخاص بعد العام . وقيل : هو إبليس وذريته ، وقيل : جهنم ، ولا وجه لهذا التخصيص ، كما أنه لا وجه لتخصيص من خصص هذا العموم بالمضار البدنية .

وقد حرف بعض المتعصبين هذه الآية مدافعة عن مذهبه ، وتقويما لباله ، فقرأ بتنوين شر على أن ( ما ) نافية ، والمعنى من شر لم يخلقه ، ومنهم عمرو بن عبيد وعمرو بن فائد ، وفي المدارك قرأ أبو حنيفة رحمه الله تعالى من شر بالتنوين ، ( وما ) على هذا مع الفعل بتأويل المصدر في موضع الجر بدل من شر ، أي شر خلقه ، أي من خلق شر ، أو ما زائدة انتهى ، وفيه أيضا بُعد وضعف كما ترى .