تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَأَيۡنَ تَذۡهَبُونَ} (26)

{ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ } أي : كيف يخطر هذا ببالكم ، وأين عزبت عنكم أذهانكم ؟ حتى جعلتم الحق الذي هو في أعلى درجات الصدق بمنزلة الكذب ، الذي هو أنزل ما يكون [ وأرذل ] وأسفل الباطل ؟ هل هذا إلا من انقلاب الحقائق .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَأَيۡنَ تَذۡهَبُونَ} (26)

وقوله : فأَيْنَ تَذْهَبُونَ يقول تعالى ذكره : فأين تذهبون عن هذا القرآن ، وتعدلون عنه ؟ وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة فأَيْنَ تَذْهَبُونَ يقول : فأين تعدلون عن كتابي وطاعتي .

وقيل : فَأيْنَ تَذْهَبُونَ ولم يقل : فإلى أين تذهبون ، كما يقال : ذهبت الشأم ، وذهبت السوق . وحُكي عن العرب سماعا : انطلق به الغَوْرَ ، على معنى إلغاء الصفة ، وقد ينشد لبعض بني عُقَيل :

تَصِحُ بِنا حَنِيفَةُ إذْ رأتْنا *** وأيّ الأرْضِ تَذْهَبُ للصّياحِ

بمعنى : إلى أيّ الأرض تذهب ؟ واستُجيز إلغاء الصفة في ذلك للاستعمال .