تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَهُوَ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡأَعۡلَىٰ} (7)

{ وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى } أي : أفق السماء الذي هو أعلى{[892]} من  الأرض ، فهو من الأرواح العلوية ، التي لا تنالها الشياطين ولا يتمكنون من الوصول إليها .


[892]:- كذا في ب، وفي أ: الأعلى على.
 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَهُوَ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡأَعۡلَىٰ} (7)

{ وَهُوَ بالأفق الأعلى } أى : وهو - أى جبريل - بالجهة العليا من السماء المقابلة للناظر إليها

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَهُوَ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡأَعۡلَىٰ} (7)

وقوله : { وهو } يعني محمداً صلى الله عليه وسلم ، وقد تقدم ذكره في الضمير في { علمه } . وفي هذا التأويل العطف على المضمر المرفوع دون أن يؤكد ، وذلك عند النحاة مستقبح ، وأنشد الفراء على قوله : [ الطويل ]

ألم تر أن النبع يصلب عوده [ ولا يستوي والخروع المتقصف{[10687]}

وقد ينعكس هذا الترتيب فيكون «استوى » لمحمد وهو لجبريل عليه السلام ، وأما { الأعلى } فهو عندي لقمة الرأس وما جرى معه .

وقال الحسن وقتادة : هو أفق مشرق الشمس وهذا التخصيص لا دليل عليه .


[10687]:هذا البيت من شواهد الفراء في (معاني القرآن)، والرواية فيه(يُخلق) بدلا من (يصلب)، والنبع: شجر صلب متين ينبت في أعالي الجبال، ومن خشبه تُتخذ القِسي والسِّهام، والخِروع: شجر لين يتقصف بسهولة، ومن بذوره الملساء الكبيرة الحجم يُستخرج زيت الخروع، وهو بكسر الخاء، أم الخروع بفتح الخاء فهو المرأة الفاجرة أو الناعمة التي تتثنى لينا، وفرق كبير بين النبع والخِروع فلا يستوي الخروع بالنبع في الصلابة والمتانة، وهذا هو معنى البيت، أما الشاهد فيه فقد وضحه الفراء بقوله:"استوى هو وجبريل بالأفق الأعلى لما أسري به، وهو مطلع الشمس الأعلى، فأضمر الاسم في (استوى)، ورد عليه (هو)، وأكثر كلام العرب أن يقولوا: استوى هو وأبوه، ولا يكادون يقولون: استوى وأبوه، وهو جائز لأن في الفعل مُضمرا، أنشدني بعضهم: ألم تر ان النبع***البيت"، ومعنى ذلك أنه تم عطف(هو) الضمير البارز على الضمير المستتر في (استوى)، وفي البيت هنا عطف (الخروع) على الضمير المستتر في (يستوي)، ومثله في ذلك قوله تعالى:{أئذا كنا ترابا وآباؤنا} فقد عطف (الآباء) على الضمير في (كنا)، وحسن ذلك الفصل بينهما بقوله:(ترابا). هذا هو الرأي الذي قاله الطبري واستشهد بكلام الفراء، وقد علق عليه الإمام ابن كثير في تفسيره فقال:"وهذا الذي قاله من جهة العربية متجه،ولكن لا يساعده المعنى على ذلك؛ فإن هذه الرؤيا لجبريل لم تكن ليلة الإسراء بل قبلها، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض، فهبط عليه جبريل عليه السلام وتدلى إليه، فاقترب منه وهو على الصورة التي خلقه الله عليها، له ستمائة جناح، ثم رآه بعد ذلك نزلة أخرى عند سدرة المنتهى، يعني ليلة الإسراء".