تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{عِندَهَا جَنَّةُ ٱلۡمَأۡوَىٰٓ} (15)

عند تلك الشجرة { جَنَّةُ الْمَأْوَى } أي : الجنة الجامعة لكل نعيم ، بحيث كانت محلا تنتهي إليه{[896]}  الأماني ، وترغب فيه الإرادات ، وتأوي إليها الرغبات ، وهذا دليل على أن الجنة في أعلى الأماكن ، وفوق السماء السابعة .


[896]:- كذا في ب، وفي أ: إليها.
 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{عِندَهَا جَنَّةُ ٱلۡمَأۡوَىٰٓ} (15)

ثم بين - سبحانه - ما يدل على شرف هذا المكان فقال : { عِندَهَا جَنَّةُ المأوى } .

أى : عند سدرة المنتهى ، جنة المأوى . أى : الجنة التى تأوى وتسكن إليها أرواح المؤمنين الصادقين ، الذين رضى الله عنهم ورضوا عنه .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{عِندَهَا جَنَّةُ ٱلۡمَأۡوَىٰٓ} (15)

وقوله تعالى : { عندها جنة المأوى } قال الجمهور : أراد أن يعظم مكان السدرة ويشرفه بأن { جنة المأوى } عندها . قال الحسن : وهي الجنة التي وعد بها العالم المؤمن . وقال قتادة وابن عباس بخلاف هي جنة يأوي إليها أرواح الشهداء والمؤمنين ، وليست بالجنة التي وعد بها المؤمنون جنة النعيم ، وهذا يحتاج إلى سند وما أراه يصح عن ابن عباس .

وقرأ علي بن أبي طالب وابن الزبير بخلاف ، وأنس بن مالك بخلاف ، وأبو الدرداء وزر بن حبيش وقتادة ومحمد بن كعب : «جنة المأوى » بالهاء في جنة ، وهو ضمير محمد صلى الله عليه وسلم ، والمعنى : ستره وضمه إيواء الله تعالى وجميل صنعه به ، يقال : جنه وأجنه ، وردت عائشة وصحابة معها هذه القراءة وقالوا : أجن الله من قرأها .

والجمهور قرأ : «جنة » كالآية الأخرى : { فلهم جنات المأوى نزلاً }{[10698]} [ السجدة : 19 ] وحكى الثعلبي أن معنى «جنة المأوى » : ضمه المبيت والليل{[10699]} .


[10698]:من الآية(19) من سورة (السجدة).
[10699]:قال أبو حاتم بعد أن ذكر هذه القراءة وما فيها من اختلاف:"والذي عليه اللغة أن"جنه الليل": أدركه الليل، و"جن عليه الليل، وأجنه": ألبسه سواده".