تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ٱلَّتِي لَمۡ يُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِي ٱلۡبِلَٰدِ} (8)

{ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا } أي : مثل عاد { فِي الْبِلَادِ } أي : في جميع البلدان [ في القوة والشدة ] ، كما قال لهم نبيهم هود عليه السلام : { وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{ٱلَّتِي لَمۡ يُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِي ٱلۡبِلَٰدِ} (8)

وقوله - سبحانه - : { التي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي البلاد } صفة أخرى لقبيلة عاد .

والمعنى : لقد وصل إلى علمك - أيها الرسول الكريم - بصورة يقينية ، خبر قبيلة عاد ، التى جدها الأدنى " إرم بن سام بن نوح " " والتى كانت تسكن بيوتا ذات أعمدة ، ترفع عليها خيامهم ومبانيهم الفارهة . . والتى لم يخلق مثلها - أى : مثل هذه القبيلة - أحد فى ضخامة أجسام أفرادها ، وفى قوة أبدانها ، وفيما أعطاها الله - تعالى - من غنى وقوة .

قال الإِمام ابن كثير ما ملخصه : قوله - تعالى - : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ . إِرَمَ ذَاتِ العماد . التي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي البلاد } هؤلاء كانوا متمردين عتاة . . فذكر - سبحانه - كيف أهلكهم .

وهؤلاء عم عاد الأولى ، وهم أولاد عاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح ، وهم الذين أرسل الله إليهم نبيهم هودا - عليه السلام - فكذبوه فأهلكهم الله - تعالى - .

فقوله : { إِرَمَ ذَاتِ العماد } لأنهم كانوا يسكنون بيوت الشَّعر التى ترفع بالأعمدة الشداد .

وقال ها هنا : { التي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي البلاد } أى : القبيلة التى لم يخلق مثلها فى بلادهم ، لقوتهم وشدتهم ، وعظم تركيبهم .

. فالضمير فى { مثلها } يعود إلى القبيلة .

ومن زعم أن المراد بقوله : { إِرَمَ ذَاتِ العماد } مدينة إما دمشق أو الاسكندرية . . ففيه نظر . . لأن المراد إنما هو الإِخبار عن إهلاك القبيلة المسماة بعاد ، وليس المراد بالإِخبار عن مدينة أو إقليم . وإنما نبهت على ذلك لئلا يغتر بما ذكره جماعة من المفسرين من أن المراد بقوله - تعالى - : { إِرَمَ ذَاتِ العماد . . . } مدينة مبنية بلبن الذهب والفضة . . فهذا كله من خرافات الإِسرائيلين . .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{ٱلَّتِي لَمۡ يُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِي ٱلۡبِلَٰدِ} (8)

وقرأ الجمهور : «يُخلَق » بضم الياء وفتح اللام «مثلُها » رفعاً ، وقرأ ابن الزبير «يَخلُق » بفتح الياء وضم اللام «ومثلَها » نصباً ، وذكر أبو عمرو الداني عنه أنه قرأ «نخلق » بالنون وضم اللام «مثلَها » نصباً ، وذكر التي قبل هذه عن عكرمة ، والضمير في { مثلها } يعود إما على المدينة وإما على القبيلة .