السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ٱلَّتِي لَمۡ يُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِي ٱلۡبِلَٰدِ} (8)

وقوله تعالى : { التي لم يخلق مثلها في البلاد } صفة أخرى لإرم فإن كانت للقبيلة فلم تخلق مثل عاد في البلاد عظم أجرام وقوّة . قال الزمخشري : كان طول الرجل منهم أربعمائة ذراع ، وكان يأتي الصخرة العظيمة فيحملها فيقلبها على الحي فيهلكهم . وروي عن مالك أنه كانت تمرّ بهم مائة سنة لا يرون فيها جنازة . وإن كانت للبلدة فلم يخلق مثل مدينة شداد في جميع بلاد الدنيا ، والمقصود من هذه الحكاية زجر الكفار فإنّ الله تعالى بين أنه أهلكهم بما كفروا وكذبوا الرسل مع الذي اختصوا به من هذه الوجوه ، فلأن تكونوا مثل ذلك أيها الكفار إذا أقمتم على كفركم مع ضعفكم أولى وقد ذكركم الله تعالى ثلاث قصص هذه القصة الأولى .