تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ مِن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (45)

ومع ذلك جزاؤهم ليس مقصورا على أعمالهم بل يجزيهم اللّه من فضله الممدود وكرمه غير المحدود ما لا تبلغه أعمالهم . وذلك لأنه أحبهم وإذا أحب اللّه عبدا صب عليه الإحسان صبا ، وأجزل له العطايا الفاخرة وأنعم عليه بالنعم الظاهرة والباطنة .

وهذا بخلاف الكافرين فإن اللّه لما أبغضهم ومقتهم عاقبهم وعذبهم ولم يزدهم كما زاد من قبلهم فلهذا قال : { إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ }

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ مِن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (45)

ثم بين - سبحانه - ما اقتضته حكمته وعدالته فقال : { لِيَجْزِيَ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الكافرين } .

أى : فعل ما فعل - سبحانه - من تقسيم الناس إلى فريقين ، ليجزى الذين آمنوا عملوا الأعمال الصالحات ، الجزاء الحسن الذى يستحقونه ، وليعطيهم العطاء الجزيل من فضله ، لأنه بحبهم ، أما الكافرون ، فإنه - سبحانه - لا يحبهم ولا يرضى عنهم .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ مِن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (45)

33

وذلك : ( ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) . . ( من فضله ) . . فما يستحق أحد من بني آدم الجنة بعمله . وما يبلغ مهما عمل أن يشكر الله على جزء من فضله . إنما هو فضل الله ورحمته بالمؤمنين . وكراهيته سبحانه للكافرين : ( إنه لا يحب الكافرين ) . .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ مِن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (45)

اللام في قوله { ليجزي } متعلقة ب { يصدعون } [ الروم : 43 ] ، ويجوز أن تكون متعلقة بمحذوف تقديره ذلك أو فعل ذلك { ليجزي } وتكون الإشارة إلى ما تقرر من قوله تعالى { من كفر } [ الروم : 43 ] { وعمل صالحاً } [ الروم : 43 ] ، وقوله تعالى ، { لا يحب الكافرين } ليس الحب بمعنى الإرادة ولكنه بمعنى لا يظهر عليهم أمارات رحمته ولا يرضاه لهم ديناً ونحو هذا .