تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِ ءَايَٰتُنَا قَالَ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ} (15)

{ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ }طغى واستكبر عن الحق ، ودفعه حين جاءه ، وجعله من جملة أساطير الأولين ، التي يمكن صدقها وكذبها- فإنها عامة في كل من اتصف بهذا الوصف ، لأن القرآن نزل لهداية الخلق كلهم ، ويدخل فيه أول الأمة وآخرهم ، وربما نزل بعض الآيات في سبب أو في شخص من الأشخاص ، لتتضح به القاعدة العامة ، ويعرف به أمثال الجزئيات الداخلة في القضايا العامة .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{إِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِ ءَايَٰتُنَا قَالَ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ} (15)

وقوله : { إِذَا تتلى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأولين } كلام مستأنف جار مجرى التعليل للنهي عن طاعته ، والأساطير جمع أسطورة بمعنى أكذوبة .

أي : لا تطعه - لأنه فضلا عما اتسم به من صفات قبيحة - تراه إذا تتلى عليه آياتنا الدالة على وحدانيتنا وقدرتنا . . وعلى صدقك يا محمد فيما تبلغه عنا ، قال هذا العتل الزنيم ، هذه الآيات أكاذيب الأولين وترهاتهم .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِ ءَايَٰتُنَا قَالَ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ} (15)

ثم يعقب على هذه الصفات الذاتيه بموقفه من آيات الله ، مع التشنيع بهذا الموقف الذي يجزي به نعمة الله عليه بالمال والبنين :

( أن كان ذا مال وبنين إذا تتلى عليه آياتنا قال : أساطير الأولين ) . .

وما أقبح ما يجزي إنسان نعمة الله عليه بالمال والبنين ؛ استهزاء بآياته ، وسخرية من رسوله ، واعتداء على دينه . . وهذه وحدها تعدل كل ما مر من وصف ذميم .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{إِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِ ءَايَٰتُنَا قَالَ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ} (15)

وقوله : إذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أساطِيرُ الأوّلِينَ يقول : إذا تقرأ عليه آيات كتابنا ، قال : هذا مما كتبه الأوّلون ، استهزاء به وإنكارا منه أن يكون ذلك من عند الله .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِ ءَايَٰتُنَا قَالَ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ} (15)

قوله : { إذا تتلى عليه } الآية ، وجاز أن يعمل المعنى وهو متأخر من حيث كان قوله : { أن كان } في منزلة الظرف ، إذ يقدر باللام ، أي لأن كان ، وقد قال فيه بعض النحاة : إنه في موضع خفض باللام ، كما لو ظهرت ، فكما يعمل المعنى في الظرف المتقدم ، فكذلك يعمل في هذا ، ومنه قوله تعالى :

{ ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد }{[11244]} [ سبأ : 7 ] . فالعامل في : { إذا } [ سبأ : 7 ] ، معنى قوله : { إنكم لفي خلق جديد } [ سبأ : 7 ] ، أي تبعثون ، ونحوه من التقدير ، ولا يجوز أن يعمل : { تتلى } في { إذا } لأنه مضاف إليه ، وقد أضيف { إذا } إلى الجملة ، ولا يجوز أن يعمل في { أن } ، قال لأنها جواب { إذا } ، ولا تعمل فيما قبلها . وأجاز أبو علي أن يعمل فيه { عتل } وإن كان قد وصف{[11245]} ، ويصح على هذا النظر أن يعمل فيه { زنيم } لا سيما على قول من يفسره بالقبيح الأفعال ، ويصح أن يعمل في { أن كان } ، تطيعه التي يقتضيها قوله : { ولا تطع } [ القلم : 10 ] . وهذا على قراءة الاستفهام يبعد ، وإنما يتجه لا تطعه لأجل كونه كذا ، و { أن كان } ، على كل وجه ، مفعول من أجله وتأمل . وقد تقدم القول في الأساطير في غير ما موضع .


[11244]:من الآية 7 من سورة سبأ.
[11245]:قال أبو حيان في البحر المحيط: "وهذا قول كوفي ولا يجوز ذلك عند البصريين".