{ خَالِدِينَ فِيهَا } خلودا أبديا { وَعْدَ الله حَقّاً } أى : هم خالدون فى تلك الجنات خلودا أبدا ، فقد وعدهم - سبحانه - بذلك ، ووعده حق وصدق ، لون يخلفه - سبحانه - تفضلا منه وكرما .
قال الجمل . وقوله { وَعْدَ } مصدر مؤكد لنفسه ، لأن قوله : { لَهُمْ جَنَّاتُ النعيم } فى معنى وعدهم الله ذلك . وقوله { حَقّاً } مصدر مؤكد لغيره . أى : لمضمون تلك الجملة الأولى وعاملها مختلف ، فتقدير الأولى : وعد الله ذك وعدا . وتقدير الثانية ، وحقه حقا .
وقوله - تعالى - : { وَهُوَ العزيز الحكيم } أى : وهو - سبحانه - العزيز الذى لا يغلبه غالب . الحكيم فى كل أفعاله وتصرفاته .
القول في تأويل قوله تعالى : { إِنّ الّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ لَهُمْ جَنّاتُ النّعِيمِ * خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللّهِ حَقّاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } .
يقول تعالى ذكره : إنّ الّذِينَ آمَنُوا بالله فوحدوه ، وصدّقوا رسوله واتبعوه وعَمِلُوا الصّالِحَاتِ يقول : فأطاعوا الله ، فعملوا بما أمرهم في كتابه وعلى لسان رسوله ، وانتهوا عما نهاهم عنه لَهُمْ جَنّاتُ النّعِيمِ يقول : لهؤلاء بساتين النعيم خالدين فِيها يقول : ماكثين فيها إلى غير نهاية وَعْدَ اللّهِ حَقّا يقول : وعدهم الله وعدا حقا ، لا شكّ فيه ولا خلف له وَهُوَ العَزِيزُ يقول : وهو الشديد في انتقامه من أهل الشرك به ، والصادّين عن سبيله ، الحَكِيمُ في تدبير خلقه .
وانتصب { وعدَ الله } على المفعول المطلق النائب عن فعله ، وانتصب { حقاً } على الحال المؤكدة لمعنى عاملها كما تقدم في صدر سورة يونس . وإجراء الاسمين الجليلين على ضمير الجلالة لتحقيق وعده لأنه لعزته لا يعجزه الوفاء بما وعَد ، ولحكمته لا يخطىء ولا يذهل عما وعد ، فموقع جملة { وهو العزيز الحكيم } موقع التذييل بالأعم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.