السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٗاۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (9)

ولما كان ذلك قد لا يكون دائماً وكان السرور بشيء قد ينقطع قال تعالى : { خالدين فيها } أي : دائماً ، وقوله تعالى { وعد الله } أي : الذي لا شيء أجل منه مصدر مؤكد لنفسه ؛ لأنّ قوله تعالى جنات في معنى وعدهم الله تعالى ذلك وقوله تعالى { حقاً } مصدر مؤكد لغيره أي : لمضمون تلك الجملة الأولى وعاملهما مختلف ، فتقدير الأولى : وعد . الله ذلك وعداً . وتقدير الثانية : أحق ذلك حقاً فأكد نعيم الجنات ولم يؤكد العذاب المهين { وهو العزيز } أي : فلا يغلبه شيء { الحكيم } أي : الذي لا يضع شيئاً إلا في محله .