اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٗاۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (9)

وقوله : «خَالِدِينَ » حال{[42366]} ، وخبر «إِنَّ » الجملة من قوله : «لَهُمْ جَنَّاتٌ » والأحسن أن يجعل «لَهُمْ » هو الخبر وحده{[42367]} ، و «جَنَّاتٌ » فاعل به ، وقرأ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ «خالدُونَ »{[42368]} بالواو فيجوز أن يكون هو الخبر والجملة أو الجارّ وحده حال ، ويجوز أن يكون ( «خالدون » ) خبراً ثانياً .

قوله : «وَعْدَ اللَّهِ » مصدر مؤكد لنفسه{[42369]} ؛ لأن قوله : «لَهُمْ جَنَّاتٌ » في معنى وَعَدَهُم اللَّهُ ذَلِكَ ، و «حَقّاً » مصدر مؤكد لغيره{[42370]} ، أي لمضمون تلك الجملة الأولى ، وعاملها مختلف ، فتقدير الأولى وعد الله ذلك وعداً ، وتقدير الثاني : أُحِقُّ ذلك حَقّاً ، واعلم أنه لم يؤكد «العذاب المهين » ، وأكد نعيم الجنات بقوله : «وعد الله حقاً وهو العزيز الحكيم » «العزيز » في اقتداره «الحكيم » في أفعاله .


[42366]:نقله في البحر 7/185 والتبيان 1043.
[42367]:قاله ابن الأنباري في البيان 2/254.
[42368]:نقلها عنه أبو حيان في البحر 7/185 و 184.
[42369]:البحر 7/185 و 184 والتبيان 1036 و 1043 وقد ذكرت أيضاً في السورة السابقة في قوله: "وعد الله لا يخلف الله وعده" وانظر- أيضاً- الكشاف 3/230.
[42370]:المرجع السابق.