تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي  
{لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ} (26)

وأن أعمال النبيين والصديقين ، والشهداء والصالحين ، لا تنفع اللّه شيئا وإنما تنفع عامليها ، واللّه غني عنهم ، وعن أعمالهم ، ومن غناه ، أن أغناهم وأقناهم في دنياهم وأخراهم .

ثم أخبر تعالى عن سعة حمده ، وأن حمده من لوازم ذاته ، فلا يكون إلا حميدا من جميع الوجوه ، فهو حميد في ذاته ، وهو حميد في صفاته ، فكل صفة من صفاته ، يستحق عليها أكمل حمد وأتمه ، لكونها صفات عظمة وكمال ، وجميع ما فعله وخلقه يحمد عليه ، وجميع ما أمر به ونهى عنه يحمد عليه ، وجميع ما حكم به في العباد وبين العباد ، في الدنيا والآخرة ، يحمد عليه .