نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ} (26)

ولما أثبت لنفسه سبحانه الإحاطة بأوصاف الكمال ، شرع يستدل على ذلك ، فقال مبيناً أن ما أخبر أنه صنعه فهو{[54153]} له : { لله } أي الملك الأعظم المحيط بجميع أوصاف الكمال خاصة دون غيره { ما في السماوات } كلها . ولما تحرر بما تقدم أنهم عالمون مقرون بما يلزم عنه وحدانيته ، لم يؤكد بإعادة { ما } و{[54154]} الجار ، {[54155]}بل قال{[54156]} : { والأرض } أي{[54157]} كلها كما كانتا مما صنعه ، فلا يصح أن يكون شيء من ذلك له شريكاً .

ولما ثبت ذلك أنتج قطعاً قوله : { إن الله } {[54158]}أي الملك الأعظم{[54159]} { هو } أي وحده ، وأكد لأن{[54160]} ادعائهم الشريك يتضمن إنكار غناه ، ولذلك أظهر موضع الإضمار إشارة إلى أن كل ما وصف به فهو ثابت له مطلقاً من غير تقييد بحيثيته { الغني } مطلقاً ، لأن جميع الأشياء له ومحتاجة إليه ، وليس محتاجاً إلى شيء أصلاً . ولما كان الغني قد لا يوجب الحمد لله : { الحميد * } أي{[54161]} المستحق لجميع المحامد ، لأنه المنعم على الإطلاق ، المحمود بكل لسان ألسنة الأحوال والأقوال ، ولو كان نطقها ذماً فهو حمد من حيث إنه هو الذي أنطقها ، ومن قيد الخرس أطلقها .


[54153]:سقط من ظ.
[54154]:سقطت الواو من ظ وم.
[54155]:في ظ ومد: فقال.
[54156]:في ظ ومد: فقال.
[54157]:سقط من ظ.
[54158]:سقط ما بين الرقمين من م.
[54159]:سقط ما بين الرقمين من م.
[54160]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: كان.
[54161]:سقط من ظ.