ولما أثبت لنفسه سبحانه الإحاطة بأوصاف الكمال ، شرع يستدل على ذلك ، فقال مبيناً أن ما أخبر أنه صنعه فهو{[54153]} له : { لله } أي الملك الأعظم المحيط بجميع أوصاف الكمال خاصة دون غيره { ما في السماوات } كلها . ولما تحرر بما تقدم أنهم عالمون مقرون بما يلزم عنه وحدانيته ، لم يؤكد بإعادة { ما } و{[54154]} الجار ، {[54155]}بل قال{[54156]} : { والأرض } أي{[54157]} كلها كما كانتا مما صنعه ، فلا يصح أن يكون شيء من ذلك له شريكاً .
ولما ثبت ذلك أنتج قطعاً قوله : { إن الله } {[54158]}أي الملك الأعظم{[54159]} { هو } أي وحده ، وأكد لأن{[54160]} ادعائهم الشريك يتضمن إنكار غناه ، ولذلك أظهر موضع الإضمار إشارة إلى أن كل ما وصف به فهو ثابت له مطلقاً من غير تقييد بحيثيته { الغني } مطلقاً ، لأن جميع الأشياء له ومحتاجة إليه ، وليس محتاجاً إلى شيء أصلاً . ولما كان الغني قد لا يوجب الحمد لله : { الحميد * } أي{[54161]} المستحق لجميع المحامد ، لأنه المنعم على الإطلاق ، المحمود بكل لسان ألسنة الأحوال والأقوال ، ولو كان نطقها ذماً فهو حمد من حيث إنه هو الذي أنطقها ، ومن قيد الخرس أطلقها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.