السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ} (26)

ولما أثبت لنفسه سبحانه الإحاطة بأوصاف الكمال استدلّ على ذلك بقوله تعالى : { لله } أي : الملك الأعظم { ما في السماوات } كلها { والأرض } كذلك ملكاً وخلقاً فلا يستحق العبادة فيهما غيره . ولما ثبت ذلك أنتج قطعاً قوله تعالى { إن الله } أي : الذي لا كفء له { هو } أي : وحده { الغني } مطلقاً لأن جميع الأشياء له ومحتاجة إليه وليس محتاجاً إلى شيء أصلاً { الحميد } أي : المستحق لجميع المحامد لأنه المنعم على الإطلاق المحمود بكل لسان من ألسنة الأحوال والأقوال لأنه هو الذي أنطقها ومن قيد الخرس أطلقها .