تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ} (26)

الآية 26 وقوله تعالى : { لله ما في السماوات والأرض إن الله هو الغني الحميد } كأنه يخبرهم ، ويذكر أن ما يأمرهم به ، وينهاهم عنه ، وما يمتحنهم من جميع أنواع المحن ، لا لحاجة نفسه أو لدفع المضرة عن نفسه ، ولكن لحاجة أنفس الممتحنين ولمنفعتهم ولدفع المضرة عنهم ؛ إذ من بلغ ملكه وسلطانه المبلغ الذي ذكر حتى كان له جميع( {[16277]} ) ما في السماوات والأرض لا( {[16278]} ) يحتمل أن يأمر الخلق ، وينهى ، أو يمتحن ، لحاجة نفسه ولكن لحاجة الخلق في جر المنفعة ودفع المضرة .

[ ويحتمل أنه ]( {[16279]} ) يذكرهم نعمه عليهم ليستأدي به شكره حين( {[16280]} ) سخر لهم ما ذكر من السماوات والأرض وما فيهما وحقيقة ملك ذلك كله له .

وقوله تعالى : { إن الله هو الغني الحميد } الغني بذاته ، لا يعجزه شيء ، أو غني عمن استغنى عنه ، { الحميد } /418-ب/ قيل : أهل أن يحمد ، ويشكر لذاته ، وقيل : { الحميد } في فعاله وصنائعه . ويكون { الحميد } بمعنى الحامد ، ويكون بمعنى المحمود ، والله أعلم .


[16277]:من م، في الأصل: الجميع.
[16278]:من م، في الأصل: ولا.
[16279]:في الأصل وم: أو.
[16280]:في الأصل وم: حيث.