بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَلَا تَدۡعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ فَتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُعَذَّبِينَ} (213)

ثم قال { فَلاَ تَدْعُ مَعَ الله إلها ءاخَرَ } وذلك حين دُعي إلى دين آبائه ، فأخبر الله تعالى أنه لو اتخذ إلها آخر عذبه الله تعالى ، وإن كان كريماً عليه كقوله : { وَلَقَدْ أُوْحِىَ إِلَيْكَ وَإِلَى الذين مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخاسرين } [ الزمر : 65 ] فكيف بغيره .

وروي في الخبر : أن الله تعالى أوحى إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل ، يقال له أرميا ، بأن يخبر قومه بأن يرجعوا عن المعصية ، فإنهم إن لم يرجعوا أهلكتهم ، فقال أرميا : يا رب إنهم أولاد أنبيائك ، وأولاد إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام ، أفتهلكهم بذنوبهم ؟ فقال الله تعالى : وإنما أكرمت أنبيائي ، لأنهم أطاعوني ، ولو أنهم عصوني لعذبتهم ، وإن كان إبراهيم خليلي ويقال : { فَلاَ تَدْعُ مَعَ الله إلها ءاخَرَ } الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم المراد به غيره ، لأنه علم أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يتخذ إلهاً آخر ثم قال { فَتَكُونَ مِنَ المعذبين } إن عبدت غيري ، فتكون من الهالكين .