فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَلَا تَدۡعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ فَتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُعَذَّبِينَ} (213)

ثم لما قرر الله سبحانه حقية القرآن ، وأنه منزل من عنده أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بدعاء الله وحده فقال :

{ فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ } إن فعلت ذلك الذي دعوك إليه ، وخطاب النبي صلى الله عليه وسلم بهذا مع كونه منزها عنه معصوما منه ، لحث العباد على التوحيد ، ونهيهم عن شوائب الشرك ، وكأنه قال : أنت أكرم الخلق عليّ وأعزهم عندي ، ولو اتخذت معي إلها لعذبتك ، فكيف بغيرك من العباد ؟ قال في حاشية الجمل : الخطاب له والمقصود غيره .