بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أُوْلَـٰٓئِكَ جَزَآؤُهُمۡ أَنَّ عَلَيۡهِمۡ لَعۡنَةَ ٱللَّهِ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ} (87)

ثم قال : { أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ } يعني أهل هذه الصفة التي ذكر { أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ الله } أي سخط الله . ويقال : الطرد والتبعيد من رحمة الله والخذلان . ويقال : يلعنهم بالقول : { والملائكة } يعني عليهم لعنة الله والملائكة { والناس أَجْمَعِينَ } إذا لعن رجل رجلاً ، فإن لم يكن أَهْلاً لذلك ، رجعت اللعنة إلى الكفار ، ويقال : من لم يكن على دينهم ، يلعنهم في الدنيا ، ومن كان على دينهم ، يلعنهم في الآخرة . لقوله تعالى : { وَقَالَ إِنَّمَا اتخذتم مِّن دُونِ الله أوثانا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ في الحياة الدنيا ثُمَّ يَوْمَ القيامة يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النار وَمَا لَكُمْ مِّن ناصرين } [ سورة العنكبوت : 25 ] فذلك قوله تعالى : { والناس أَجْمَعِينَ } .