اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أُوْلَـٰٓئِكَ جَزَآؤُهُمۡ أَنَّ عَلَيۡهِمۡ لَعۡنَةَ ٱللَّهِ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ} (87)

وفي قوله : { جَزَآؤُهُمْ } وجهان :

أحدهما : أن يكون مبتدأ ثانياً ، و { أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ } في محل رفع ؛ خبراً ل " جَزَاؤُهُمْ " والجملة خبر ل " أولئك " .

والثاني : أن يكون " جَزَاؤُهُمْ " بدلاً من " أولَئِكَ " بدل اشتمال ، و{ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ } خبر " أولئك " .

وقال هنا : { جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ } وقال – هناك- : { أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ } [ البقرة : 161 ] دون " جزاؤهم " قيل : لأن هناك وقع الإخْبار عمن توفِّيَ على الكُفْر ، فمن ثَمَّ حتم الله عليه اللعنة ، بخلافه هنا ، فإن سبب النزول في قوم ارتدوا ثم رجعوا للإسلام ، ومعنى : " جَزَاؤُهُمْ " أي : جزاء كفرهم وارتدادهم ، وتقدم القول في قراءة الحسن " النَّاس أجمعون " وتخريجها .