بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَإِنَّ مِنۡهُمۡ لَفَرِيقٗا يَلۡوُۥنَ أَلۡسِنَتَهُم بِٱلۡكِتَٰبِ لِتَحۡسَبُوهُ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَمَا هُوَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ وَمَا هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ} (78)

ثم قال { وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا } يعني طائفة من اليهود ، وهذه اللام لزيادة تأكيد على تأكيد { يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بالكتاب } أي يحرفون ألسنتهم بالكتاب ، يعني بنعت محمد صلى الله عليه وسلم ويغيرونه ، ويقال : يغيرونه في التلاوة فيقرؤونه على خلاف ما في التوراة . ويقال : يحرفون تأويله على خلاف ما فيه { لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الكتاب } أي من التوراة { وَمَا هُوَ مِنَ الكتاب } أي من التوراة ، بل هم كتبوا وهم تأوَّلوا { وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ الله } أي ليس هو من عند الله { وَيَقُولُونَ عَلَى الله الكذب وَهُمْ يَعْلَمُونَ } أنه كذب .